مناقشة حلقة المرأة السوداء
Black Mirror “ Nosedive”
حلقة الإنحدار حلقة من حلقات المسلسل الخيال العلمي البريطاني، تدور أحداث الحلقة عن مجتمع يعيش أفراده على التقييم ,حيث تقييم كل فرد الأخر على كل فعل سواء كان إقتناء الأشياء، إبتسامة، حديث عابر وهكذا.. وهذا التقييم يؤثر على وضعك الإجتماعي والإقتصادي. البطلة لاكي شابة مهووسة بالإرتقاء وتجتهد لتكون لبقة، ناجحة وفق معايير المجتمع وتطمح آيظاً للحصول على مسكن أكثر فخامة الذي يتطلب أن يكون تقييمها 4.5 فما فوق.
ربما تكون الحلقة سريالية مبالغة ولكنها تقريب لما يحدث في القرن الحادي والعشرين، من التغير الذي طرأ على الشخصية الإجتماعية في عصر الرأس مالي، حيث أصبحت الشخصية التسويقية هي السائدة، تقوم هذه الشخصية على ممارسة الشخص لذاته“ كسلعة" ولقيمته “كقيمة تبادليه” لا كقيمة إنتفاعية، فأصبح الكائن البشري سلعة في سوق الشخصيات ولا تختلف معايير التقييم في سوق الشخصيات عن نظريتها في سوق السلع، حيث يتوقف النجاح إلي حد كبير في كيفية إظهار الفرد شخصيته كشخصية مقبولة ؟ هل هو مرح ؟ مثقف؟ طموح؟ لبق؟ مقنع؟ وأكثر من ذلك من أي وسط عائلي جاء؟ وأي جماعة ينتسب؟ وأي الناس يعرف ويصاحب؟ لم تعدالكفاءة والتأهيل لأداء عمل ما يكفيان وإنما يجب أن ينجح في المباراة مع آلاخرين لإحراز النجاح، وهكذا لا يصبح هم الإنسان يدور حول سعادته وحياتة، وإنما همه أن يباع ويشترى، وهدف الشخصية التسويقية هوالتلاؤم الكامل لكي يكون صاحبها مطلوب في سوق الشخصيات، لم تعد(الأنا) ( (Egoكالذي كان لأفراد في القرن التاسع عشر يتمسك بها ويمتلكها ولايغيرها، وإنما هو يغير هذه (الأنا) باستمرار وفقا لقاعدة (أنا كما تريدني أن أكون).
وأصحاب البنية الشخصية التسويقية أناس لا أهداف لهم سوى أن يتحركوا، وأن يقوموا بأعلى درجة من الكفاءة، وإذا ماسئلوا لماذايجب أن يتحركوا بمثل هذه السرعة ؟فإنهم لا يجيبون إجابة مقنعة،وإنما يقدموا تبريرات مثل : من أجل فرصالعمل، وإزدهار والنمو والخ…وهم لا يهتمون إهتماما واعيا بقضايا الفلسفية أوالدينية مثل لماذا يعيشالإنسان؟ ولماذا ينهج طريقا للحياة دونالأخر، ولكل منهم (الأنا)( (EGOكبيرالحجم دائم التغير بلا ذات وبلا لاجوهرأو إحساس بالهوية. ولما كان أصحاب الشخصية التسويقية لايربطهم رابط بأنفسهم ولا بغيرهم فأنهم لا قلق لديهم ولا إهتمامات بالمعنى العميق للكلمة لأنهم أنانيون إلى هذه الدرجة ولأن علاقتهم واهية بأنفسهم وبالآخرين ،وهذا يفسر لماذالا يعنيهم أمر الكوارثالنووية والبيئية التي تهددنا.
وأصحاب البنية الشخصية التسويقية أناس لا أهداف لهم سوى أن يتحركوا، وأن يقوموا بأعلى درجة من الكفاءة، وإذا ماسئلوا لماذايجب أن يتحركوا بمثل هذه السرعة ؟فإنهم لا يجيبون إجابة مقنعة،وإنما يقدموا تبريرات مثل : من أجل فرصالعمل، وإزدهار والنمو والخ…وهم لا يهتمون إهتماما واعيا بقضايا الفلسفية أوالدينية مثل لماذا يعيشالإنسان؟ ولماذا ينهج طريقا للحياة دونالأخر، ولكل منهم (الأنا)( (EGOكبيرالحجم دائم التغير بلا ذات وبلا لاجوهرأو إحساس بالهوية. ولما كان أصحاب الشخصية التسويقية لايربطهم رابط بأنفسهم ولا بغيرهم فأنهم لا قلق لديهم ولا إهتمامات بالمعنى العميق للكلمة لأنهم أنانيون إلى هذه الدرجة ولأن علاقتهم واهية بأنفسهم وبالآخرين ،وهذا يفسر لماذالا يعنيهم أمر الكوارثالنووية والبيئية التي تهددنا.
ويمكن أن نجد في ظاهرة الشخصية التسويقية إجابة بالغة الدلالة عن سؤال محير هو : لماذا نرى الكائنات البشرية المعاصرة مغرمة بالشراء والإستهلاك الأشياء، بينما لا تربطها أي علاقة ضعيفة أو واهية ؟ والإجابة هي افتقاد الشخصية التسويقية الارتباطات الحميمة ينسحب أيظاً على الأشياء، ربما كانت المشتريات تعطي نوعا من الاعتبار والراحة لا أكثر ، أما الأشياء في ذاتها فلا قيمة حقيقة لها ، ويمكن الإستغناء عنها تماما مثل ما يمكن الإستغناء عن الأصدقاء حيث لا توجد علاقات أكثر عمقا تربط الشخص بأي منها.
المصادر :
كتاب الإنسان بين الجوهر والمظهر .إريك فروم، مسلسل المرأة السوداء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق