الثلاثاء، 16 يوليو 2019

مناقشة حلقة الإنحدار "Nosedive" من مسلسل المرأة السوداء


مناقشة حلقة المرأة السوداء 

Black Mirror  Nosedive 

حلقة الإنحدار حلقة من حلقات المسلسل الخيال العلمي البريطاني، تدور أحداث الحلقة عن مجتمع  يعيش أفراده على التقييم ,حيث تقييم كل فرد الأخر على كل فعل سواء كان إقتناء الأشياء، إبتسامة، حديث عابر وهكذا.. وهذا التقييم يؤثر على وضعك الإجتماعي والإقتصادي. البطلة لاكي شابة مهووسة بالإرتقاء وتجتهد لتكون لبقة، ناجحة وفق معايير المجتمع وتطمح آيظاً للحصول على مسكن أكثر فخامة الذي يتطلب أن يكون تقييمها 4.فما فوق.


ربما تكون الحلقة سريالية مبالغة ولكنها تقريب لما يحدث في القرن الحادي والعشرين، من التغير الذي طرأ على الشخصية الإجتماعية في عصر الرأس مالي، حيث أصبحت الشخصية التسويقية هي السائدة، تقوم هذه الشخصية على ممارسة الشخص لذاته“ كسلعة" ولقيمته “كقيمة تبادليه” لا كقيمة إنتفاعية، فأصبح  الكائن البشري سلعة في سوق الشخصيات ولا تختلف معايير التقييم في سوق الشخصيات عن نظريتها في سوق السلع، حيث يتوقف النجاح إلي حد كبير  في كيفية إظهار الفرد شخصيته كشخصية مقبولة ؟ هل هو مرح ؟ مثقف؟ طموح؟ لبق؟ مقنع؟ وأكثر من ذلك من أي وسط عائلي جاء؟ وأي جماعة ينتسب؟  وأي الناس يعرف ويصاحب؟ لم تعدالكفاءة والتأهيل لأداء عمل ما يكفيان وإنما يجب أن ينجح في المباراة مع آلاخرين لإحراز النجاح، وهكذا لا يصبح هم الإنسان يدور حول سعادته وحياتة، وإنما همه أن يباع ويشترى، وهدف الشخصية التسويقية هوالتلاؤم الكامل لكي يكون صاحبها مطلوب في سوق الشخصيات، لم تعد(الأنا) (  (Egoكالذي كان لأفراد في القرن التاسع عشر يتمسك بها ويمتلكها ولايغيرها، وإنما هو يغير  هذه (الأنا) باستمرار وفقا لقاعدة (أنا  كما تريدني أن أكون).
 وأصحاب البنية الشخصية التسويقية أناس لا أهداف لهم سوى أن يتحركوا، وأن يقوموا بأعلى درجة من الكفاءة، وإذا ماسئلوا لماذايجب أن يتحركوا بمثل  هذه السرعة ؟فإنهم لا يجيبون إجابة مقنعة،وإنما يقدموا تبريرات مثل : من أجل فرصالعمل، وإزدهار والنمو والخوهم لا يهتمون إهتماما واعيا بقضايا الفلسفية أوالدينية مثل لماذا يعيشالإنسان؟ ولماذا ينهج طريقا للحياة دونالأخر، ولكل منهم (الأنا)( (EGOكبيرالحجم دائم التغير بلا ذات وبلا لاجوهرأو إحساس بالهويةولما كان أصحاب الشخصية التسويقية لايربطهم رابط بأنفسهم ولا بغيرهم فأنهم لا قلق لديهم ولا  إهتمامات بالمعنى العميق للكلمة لأنهم  أنانيون إلى هذه الدرجة ولأن علاقتهم واهية بأنفسهم وبالآخرين ،وهذا يفسر لماذالا يعنيهم أمر الكوارثالنووية والبيئية التي تهددنا.











ويمكن أن نجد في ظاهرة الشخصية التسويقية إجابة بالغة الدلالة عن سؤال محير هو : لماذا نرى الكائنات البشرية المعاصرة مغرمة بالشراء والإستهلاك الأشياء، بينما لا تربطها أي علاقة ضعيفة أو واهية ؟ والإجابة هي افتقاد الشخصية التسويقية الارتباطات الحميمة ينسحب أيظاً على الأشياء، ربما كانت  المشتريات تعطي نوعا من الاعتبار والراحة لا أكثر ، أما الأشياء في ذاتها فلا قيمة حقيقة لها ، ويمكن الإستغناء عنها تماما مثل ما يمكن الإستغناء عن الأصدقاء حيث لا توجد علاقات أكثر عمقا تربط الشخص بأي منها.

المصادر :
كتاب الإنسان بين الجوهر والمظهر .إريك فروم، مسلسل المرأة السوداء.

الاثنين، 1 يوليو 2019

لماذا نكتب؟ عن الكتابة وأهميتها في حياتنا


لماذا نكتب؟  عن الكتابة وأهميتها في حياتنا



"كان يرى الحياة من اجل البذل والعمل فقط، ولا يمكن لإنسان محترم أن يعيش في هذه الدنيا دون أن يمد يد المساعدة إلى الآخرين، كانت قدماه مثل كثيرين منهم، راسختين في الأرض اليابسة ولكن جزءًا من روحه كان يهرب إلى هواة الاحلام، وكان يرى في المرض صحة وفي المرح ابتذلاً، كان يورد في أحادثه أمثالا حاسمة ويرد على أي سؤال بسؤال آخر، ولهذا لست أعرف الكثير عن أيديولوجيته ومالا أسوغه في كلمات وأدونه على الورق سيمحوه الزمن".

أثارني هذا النص مثل بقية النصوص من رواية باولا للكتابة إزبيل الليندي عندما ذكرت أكثر من مرة في روايتها أن الزمن يبيد الذكريات ويمحيها ولا تبقيها إلا الكتابة، وقد بدأ لي سبب مجيد لجعل مزاولة الكتابة في جذوتها مُقتده بين الفترة والأخرى ولنقل إنه السبب الرئيسي لجعلي أفتح هذه المدونة، كي يكون الأمر رسمياً وثابتاً في مكان ما وليس مجرد أفكار محبوسة بين الأوراق وغير مترابطة هنا وهناك أو في ملاحظات الجهاز المحمول. تُعد الكتابة وسيلة تواصل من أوج فجرِ العصر القديم إلى يومنا هذا، حيث تجد الأمر تحور من ريشة إلى كيبورد. وهّنا عندما أكتب هذا فأني أشيد كل إنسان سواء كان عالماً أو فرداً بسيطاً لمزاولة الكتابة لما فيها من أهمية عظيمة و زائدة يزيد فيها الإنسان حياته العملية و الاجتماعية والدينية، وقد يُحدث البعض نفسه أن لغته العربية ليست فصيحة كما ينبغي للممارسة الكتابة السليمة، وهنا أطرح أمراً لطيفاً قيل عن اللغة الفصحى : الفصحى من فصح ويقال أفْصح الرجل القول، أي قال ما جال في جوفة بِصدق فإذا أصبح الأمر جلياً واضحاً مفهوما فهو فصيح وهو أمر نسبياً بالطبع، وقد نذكر هُنا أهمية القراءة وأخص بذلك الأدب العربي والقرآن الكريم ، فالقراءة تصقل لغتنا وتجودها  والقرآن ببلاغته كافل  بتقويم اللسان، وتجربتي في الكتابة متواضعة ولكنها دائماً تذكرني بأهميتها كُلما أرى أثرها علي، ففي الجامعة كُنت أدون الملاحظات والمحاضرات وهذا ما يفعله أغلب الطلاب الجامعيين وكُما هو معروف أن الكتابة تثبت المعلومة وترسخها فتصبح ليست مجرد معلومة عالقة بالهواء ولكن مُرسخة بالذاكرة أيضاً، إضافة إلى ذلك كُنت أدون الأحداث التي تحدث في الجامعة والمنزل لي وأصوغها وربما أعلق عليها، وهذا الأمر جعلني ألجا للكتابة كصديق لا يمل من استماع أحاديثي المملة، وقد ساعدني هذا الأمر من تحديد مواقفي ومبادئي وفهم نفسي أكثر، وقد كانت تمرُ علي الأيام وأنا أذكر جميل الناس علي فلا أنكره ، وقد تذكرني الكتابة بما فعلوا مُسبقاً فأحذرهم وليس المقصد هنا الحقد ولكن الوعي بما من هم حولنا. وقد كتب ليون برخو مقالة بعنوان " اكتب كي لا تنسى لغة الضاد" ، كتب فيها أن السويد جعلوا إتقان اللغة الوطنية وعلى الخصوص المهارات الخاصة بالكتابة السليمة شرطاً أساسياً للقبول في الجامعات، يؤمن السويد بأن  الحفاظ على لغتهم الوطنية يبدأ من المدرسة وينتهي بالمدرسة، أنه من المحزن أن اللغة العربية لم تعد تتلقى تلك الحفاوة في كثيرٍ من الأوساط وذلك أمر جلي لا يخفى  على احد ألا وهي العولمة وهيمنة الغرب ؛وأستثني من هذه الفئة ، الفئة الواعية الجذلة المُتمسكة بهويتها المُعتزة بلغة الضاد، فقد تذهب إلى مكان لتتلقى حصة رياضة وأنت في مسقط رأسك و يترأى عليك مشهد مواطن يتكلم بِلغة غير لغته! أنه من المحير أن لا يشعروا أفراد هذه الموطن بالغرابة، وهنا لا أقصد بإهمال اللغات الأخرى بل بالعكس يجب علينا أن نتقن اللغات الاخرى ونجيدها، ولكن لا تكون على حساب لغتنا وهويتنا، كي لا ننفد بعد ذلك ويخرج لدينا أجيال جاهلين بلغتهم وهويتهم.
الكتابة  لها صوت موسيقي هادئ ذات نسق رتيب تبوح فيه بالحقيقة وتحررها فعندما تكتب فأنت تدلو دلوك وتسْتطرد منه ما  ارتاعت مُحصلتك من كلمات وتتوال الكلمات ويحدث سيلان للجمل فتتوارد النصوص وتصاغ الأفكار وتنصب في مصبها فيخرج النص كالنبتة تتشعب وتفتح مغاليق الأسرار، فيظهر نص فني وُلد من بذرة أفكارك ،وكما ذكرت سابقاً بأن أيامنا منسية في غيابة الجب مالم ندونها، فالكتابة تُخلد روحك، فقد تموت وقد تقرأ نصوصك وتحيى على مدار الزمان، وكما هو المعلوم فإن الكتابة تثبت القيم والمبادئ ،فاللغة العربية لغة عريقة ويرجع ذلك بالطبع إلى حفظ القران، فعندما تكتب قيمك في دفتر ما فأنت ترسم لنفسك مسار تبغاه وتسير في خطاه. أنهي مقالتي القصيرة بأن الكتابة مُحصلة وتجربة فريدة خاصة جداً للفرد وذلك بسب تجرد النفس البشرية وتحررها بالنصوص، وقد كتبت ذات مرة تغريده أحفظها عن ظهر قلب وفيها أقول الكتابة لا تجعلني جلية فحسب، بل أنها تثبت أيامي من الضياع في الذاكرة النسيان وكأن أيامي أصبح لها معني عميق بعدما دونت أني لممتنة لتلك السويعات التي اشتدت رغبتي بالاعتراف بما لا أقوى على نطقه بلساني

Why westerns are more vocal about Palestine?

    As the events of October 7 unfold, we find ourselves reflecting on the past year Throughout this period, one question has lingered in m...